سورة الروم - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الروم)


        


قوله: {وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: قطعاً، قاله قتادة.
الثاني: متراكماً بعضه على بعض، قاله يحيى بن سلام.
الثالث: في سماء دون سماء، قاله الضحاك.
{فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ} أي من خلال السحاب. وقرأ الضحاك بن مزاحم: من خلله، وفي {الْوَدْقَ} تأويلان:
أحدهما: أنه البرق، حكاه أبو نخيلة الحماني عن أبيه.
الثاني: أنه المطر، قاله مجاهد والضحاك ومنه قول الشاعر:
فلا مزنة ودقت ودْقُها *** ولا أرض أبقل إبقالها
قوله: {فَانظُرْ إِلَى ءَآثارِ رَحْمَةِ اللَّهِ} يعني المطر.
{كَيْفَ يُحْيي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهآ} يعني بالماء حتى أنبتت شجراً ومرعى بعد أن كانت بالجدب مواتاً، قال عكرمة: ما أنزل الله من السماء قطرة إلا أنبت بها في الأرض عشبة أو في البحر لؤلؤة.
{إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى} لأن القادر على إحياء الأرض الموات قادر على إحياء الأموات استدلالاً بالشاهد على الغائب.
وتأول من تعمّق في غوامض المعاني آثار رحمة الله أنه مواعظ القرآن وحججه تحيي القلوب الغافلة.
قوله: {وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرّاً} فيه قولان:
أحدهما: فرأوا السحاب مصفراً، لأن السحاب إذا كان كذلك لم يمطر، حكاه علي ابن عيسى وقيل إنها الريح الدبور لأنها لا تلقح.
الثاني: فرأوا الزرع مصفراً بعد اخضراره، قاله ابن عباس وأبو عبيدة.
{لَظَلُّواْ مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ} ومعنى ظل هو أنه أوقع الفعل في صدر النهار وهو الوقت الذي فيه الظل، لأنه وقت مختص بأهم الأمور لتقديمه عن نّية من الليل. وكذلك قولهم أضحى يفعل، لكن قد يعبر بقولهم ظل يفعل عن فعل أول النهار وآخره اتساعاً لكثرة استعماله، وقلَّما يستعمل أضحى يفعل إلا في صدر النهار دون آخره.
ويحتمل {يَكْفُرُونَ} هنا وجهين:
أحدهما: يَشْكَونَ.
الثاني: يذمّون.


قوله: {فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى} فيه قولان:
أحدهما: أن الموتى الكفار الذين يموتون على الكفر وهم الصم الذين تولوا عن الهدى فلم يسمعوه، قاله يحيى بن سلام.
الثاني: أن هذا مثل ضربه الله للكافرين كما أن الميت إذا خوطب لم يسمع والأصم إذا دعي لم يسمع كذلك الكافر لا يسمع الوعظ لأن الكفر قد أماته والضلال قد أصمه.
قوله: {وَلاَ تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْ مُدْبِرِينَ} فالأصم لا يسمع الدعاء مقبلاً ولا مدبراً ولكن إذا دعي مقبلاً فقد يفهم الإشارة وإن لم يسمع الصوت، فإذا دعي مدبراً فهو لا يفهم الإشارة ولا يسمع الصوت فلذلك صارت حاله مدبراً أسوأ، فذكره بأسوأ أحواله. وقيل إنها نزلت في بني عبد الدار.


قوله: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ} قال قتادة: من نطفة.
{ثُمَّ جَعَلَ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً} قاله مجاهد: شباباً
{ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً} يعني هرماً وشيبة، قال قتادة: لأن بياض الشعر نذير بالفناء، قال الشاعر:
أُريت الشيب من نذر المنايا *** لصاحبه وحسبك من نذير
{يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ} من قوة وضعف
{وَهُوَ الْعَلِيمُ} بتدبيره {الْقَدِيرُ} على إرادته.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7